الأربعاء، ماي 27

سيرة ذاتية


سيرة ذاتيةعندما تجاوز الستين من عمره، سرى الوهن في جسده النحيل، وصار يضع على عينيه نظارة سميكة، ويستعين بالعكاز والمنشطات والمقويات والمسكنات.‏وعندما منعه الأطباء عن تناول السكر والدهون، ونصحوه بتجنب السفر والسهر، وقراءة الصحف والتوابل والنساء، قال لهم ساخراً: لا حاجة لذلك، فقد منعني عنها أخو مرّة)(1) .‏حينذاك.. انفرد بنفسه، في بيته المتواضع.. تناول دفتراً وقلماً، وقرر أن يدوّن سيرته الذاتية.‏كتب:‏كانت البداية عندما ولدت منذ ستين عاماً....‏توقف القلم في يده.. شحّت الكلمات.. فكّر طويلاً، نقّب في زوايا ذاكرته، قلّب صفحات الماضي... سنوات الطفولة والشباب والرجولة.. لم يجد شيئاً يستحق الذكر. تساءل بمرارة: ستون عاماً ضاعت سدى. هدرت دونما تحقيق أمنية أو هدف.. عشتها على الهامش.. وهأنذا أنتظر...‏تساءل: ماذا أنتظر؟!‏بعد تأمل طويل أضاف بيد مرتجفة:‏وها أنا بعد ستين عاماً أنتظر النهاية.‏ثم رفع القلم وطوى صفحة الدفتر.‏(1) أخو مرّة: الفقر‏

ليست هناك تعليقات: