الأربعاء، ماي 27

غداً


غداًسألت الطفلة أباها، وهي تنظر إلى ثوبها الذي تهلهل نسيجه، وبهتت ألوانه:‏- متى تشتري لي ثوباً جديداً؟!‏قال الأب بحنان: غداً.‏- واللعبة التي وعدتني بها؟!‏- غداً...‏قالت: متى يكون لنا بيت واسع، وحديقة تزّينها أزهار ملونة؟!‏لم يجد جواباً، فقال متردداً والغصّة في حلقه:‏- غداً...‏قالت معاتبة بدلال:‏- غداً... غداً!! منذ زمن طويل وأنت تقول غداً، فمتى يأتي الغد؟!‏صمت طويلاً... ابتلع غصته، وسرح مع أفكاره التي تشتتت وشردت كخيول جامحة. احتضن الطفلة، ضمّها إلى صدره، رفع رأسه إلى السماء، وقال بصوت يائس حزين:‏- غداً.. عندما تشرق الشمس.‏مساءً... تكوّرت الطفلة في زاوية الغرفة الوحيدة في البيت القديم، تحلم بالثوب واللعبة والبيت والحديقة رغم شدة البرد وقسوة الجوع.‏وفي الصباح.. أشرقت الشمس، ورأت في عينيها دمعتين تنحدران على وجنتيها، فتوارت واحتجبت وراء الغيوم بخجل .‏

ليست هناك تعليقات: