الخميس، يونيو 4

مطر الخريف



مطر الخريف

صاحتْ أختي:‏

هطلَ المطرُ‏

ضحكتْ أمّي‏

صَعَدتْ تتأمّلُ قريتنا‏

نادتْ كي تخبرَ جارتنا‏

من فرحتها‏

نسيَتْ أثوابي المغسولةْ‏

فوق السّطحِ‏

ورَنَتْ بعيونٍ مكحولةْ‏

نحوَ السَّفحِ‏

**‏

صاحتْ أختي:‏

هطلَ المطرُ‏

سمع الجارُ‏

جاري الفلاحُ أبو أسعدْ‏

فمضى يدبكُ تحتَ المطر‏

يتذكّرُ أيّامَ الصِّغر‏

كيف إذا هطلتْ أمطارْ‏

مدَّ إلى القطراتِ لسانْ‏

يشبهُ أرضاً عطشى جدّاً‏

قطرةُ مَطَرٍ سقطتْ فوقهْ‏

راحتْ تكرجُ مثلَ حصانْ‏

**‏

صاحتْ أختي:‏

هطلَ المطرُ‏

فرحَ الإخوةْ‏

وائلْ.. هاني.. وكذا مروةْ‏

ركضوا خلفي‏

ولعبنا لُعبتنا الحُلوةْ‏

صِرنا نمشي بينَ النقطِ‏

نركضُ.. نقفزُ مثلَ الِقططِ‏

صاحت أختي:‏

هطلَ المطرُ‏

وصحا جدّي، رُغمَ المرضِ‏

دَبَّ دبيباً فوقَ الأرضِ‏

لم يطلبْ عوناً من أحدِ‏

لم يُمسكْ عكازاً بيدِ‏

وَصلَ الباحةْ‏

وتوضّأ بالمطر الهاطلْ‏

فبدت مقلتُه الخضراءْ‏

مثلَ الواحةْ.‏

ليست هناك تعليقات: