مطر الخريف
صاحتْ أختي:
هطلَ المطرُ
ضحكتْ أمّي
صَعَدتْ تتأمّلُ قريتنا
نادتْ كي تخبرَ جارتنا
من فرحتها
نسيَتْ أثوابي المغسولةْ
فوق السّطحِ
ورَنَتْ بعيونٍ مكحولةْ
نحوَ السَّفحِ
**
صاحتْ أختي:
هطلَ المطرُ
سمع الجارُ
جاري الفلاحُ أبو أسعدْ
فمضى يدبكُ تحتَ المطر
يتذكّرُ أيّامَ الصِّغر
كيف إذا هطلتْ أمطارْ
مدَّ إلى القطراتِ لسانْ
يشبهُ أرضاً عطشى جدّاً
قطرةُ مَطَرٍ سقطتْ فوقهْ
راحتْ تكرجُ مثلَ حصانْ
**
صاحتْ أختي:
هطلَ المطرُ
فرحَ الإخوةْ
وائلْ.. هاني.. وكذا مروةْ
ركضوا خلفي
ولعبنا لُعبتنا الحُلوةْ
صِرنا نمشي بينَ النقطِ
نركضُ.. نقفزُ مثلَ الِقططِ
صاحت أختي:
هطلَ المطرُ
وصحا جدّي، رُغمَ المرضِ
دَبَّ دبيباً فوقَ الأرضِ
لم يطلبْ عوناً من أحدِ
لم يُمسكْ عكازاً بيدِ
وَصلَ الباحةْ
وتوضّأ بالمطر الهاطلْ
فبدت مقلتُه الخضراءْ
مثلَ الواحةْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق